المقدمة العامة
الخطوط العريضة للقسم
-
إن ما يثير الانتباه حقيقة هو أ ن الوعي بأهمية البحث في منهجية تعليمية اللغات قد ازداد تط ار في السنوات الأخيرة، إذ ركزت الأبحاث على تطوير النظرة البيداغوجية في ترقية الأداءات الإجرائية في حقل التعليمية، مما جعلها تكتسبالشرعية العلمية لتصبح فرعا من مباحث اللسانيات من جهة، وعلم النفس من جهة أخرى، فاحتلت مكانتها بجدارة بين العلوم الإنسانية.
وتتمحور تعليمية اللغات حول طرق تعلم وتدريس القواعد ) مورفولوجيا، بناء الجملة( ومعرفة المفردات )قواعد الإملاء، النطق، الكتابة، المعنى ، الدلالات,والتركيز على الظواهر اللغوية، وآليات تعلم اللغة وسمات المتحدثين، والكفاءات اللغوية المرغوبة والطرائق المنهجية لتلقي الدروس واستيعابها. و تتأثر تعليمية اللغات بالتطورات في مجال البحث اللغوي : اللسانيات، واللسانيات التطبيقية، وبحوث اكتساب اللغة الثانية، وبحوث تدريس اللغة، وعلم النفس اللغوي، ولقد ظهرت العديد من النظريات تفسير كيفية تعلم فنون اللغة بصفة عامة واللغة الأم بصفة خاصة؛ حيث تقدم هذه النظريات تصورات مختلفة حول اللغة واكتسابها. ومعرفة هذه النظريات يساعد على اختيار طرائق واستراتيجيات التدريس المناسبة للمتعلمين .
أما عن العلاقة بين الترجمة وتعليم اللغات فمن الواضح جدا أنه كان يستعان فيما مضى بالترجمة في تدريس اللغات الأجنبية، غير أن ذلك لا يعدو أساليب تقليدية، اعتمدت أساسًا على ترجمة النصوص المكتوبة حرفيًّا، واستقاء قواعد اللغة منها، وبذلك استحال تَمَكُّنُ الطالب من أهم مَلَكَة في اللغة، وهي القدرة على التواصل مع غيره من الناس بالحوار، ما تحسب للترجمة كوسيلة بيداغوجية في تعليم اللغة.